وجاءت
جائزة الرواية العربية ومضت، وكانت ليبيا مُمثلة هذه السنة من قِبل نجوى بن
شتوان وروايتها زرايب العبيد. سأكون صريحاً جداً وأقول إنني لم أهتم
كثيراً بالرواية حين صدرت، أعني أثار فضولي صدور رواية لكاتبة ليبية من إحدى أشهر
دور النشر العربية (دار الساقي)، ولكنني لم أهتم كثيراً.
ترشح
الرواية لجائزة البوكر العربية منحها دفعة كبيرة، وشجع الكثيرين على قراءتها. حتى
ولو كانت الجائزة قد أثبتت تدني مستواها أحياناً، وحتى وإن أثارت جدلاً كبيراً
بتحولها إلى جائزة لدور النشر، فهنالك من تلفت انتباهه هذه الترشيحات فيقرأ. هؤلاء
القُراء كانت تعليقاتهم في الأغلب إيجابية. يمدحون الرواية كثيراً، ويقولون إنها تستحق الجائزة (كانت حماسة القُراء الليبيين بالأخص كبيرة!). لم أستطع تجاهل
الرواية بعد كل هذه الضجة، وقرأتها. وبما أن الجائزة قد جاءت ومضت كما قلنا، فأظن
أننا هدأنا قليلاً ونستطيع الحديث عن الرواية بصراحة.
وبكل
صراحة سوف أقول بأن الرواية لا تستحق جائزة. أي جائزة.
وأظن
أنني يجب أن أوضح هنا نقطتين: الأولى أن الجوائز الأدبية ليست معياراً أصلاً، فهي
في النهاية تمثل الرأي الضيق للجنة التحكيم فقط، وحتى أشهر جائزة أدبية في العالم
(جائزة نوبل للأدب) يقال عنها كثيراً إنها لا تمثل الرأي العام للأدباء ولا الرأي
العام للقراء، بل إن ذلك قيل عنها في أول سنة مُنحت فيها الجائزة! مُنحت
الجائزة سنة 1901 للشاعر الفرنسي سولي برودوم، بعد أن تم تجاهل ترشيح تولستوي
عمداً لأسباب سياسية (أولاد الكلب... تولستوي
تاج راسهم!)، بعد أن وقعت هذه.. هذه الجريمة الفاضحة! بعث 42 كاتباً
وناقداً وفناناً سويدياً رسالة إلى تولستوي
يخبرونه فيها بأنهم لا يتفقون مع قرار لجنة الجائزة وأنهم يعتبرون أن المؤسسة التي
تسيطر على الجائزة "لا تعبر لا عن رأي الفنانين ولا عن الرأي العام".
منذ البداية كانت حقيقة الجوائز الأدبية معروفة. النقطة الثانية أن جائزة البوكر
العربية تحولت إلى جائزة لدور النشر، وليس للكُتَّاب، شروط التقدم للجائزة تهتم بدور
النشر فتضع شروطاً مثل أن يكون عمر دار النشر سنتين، وإذا سبق لها الفوز تستطيع
تقديم كتابين، ولا أعلم، كلام كثير غريب هكذا. وبالتالي الفوز بالجائزة من عدمه ليس
معياراً لقيمة أي عمل أدبي، أو بالأحرى ليس تقييماً لا يمكن انتقاده، وإنما هو
تقييم تحكمه اعتبارات تجارية وسياسية وغيرها. ولكننا نعتبر أن الجائزة تعني أن
العمل الأدبي قد حقق مستويات عالية من الإبداع والاتقان استحق عليها إشادة لجنة
متخصصة، وإن كان هذا ما نفكر فيه حين نتحدث عن استحقاق الجوائز، فإن زرايب العبيد
لا تستحق أي جائزة.
هل
هي رواية سيئة لهذا الحد؟ كلا، عدم استحقاقها لأي جائزة سببه أن الرواية عادية –
وهذه وجهة نظري الشخصية، فلا داعي للتحمس! وجهة نظري الشخصية هي أن الرواية عادية
ومليئة بالعيوب لدرجة أنه من المُدهش أن تُمدح الرواية لهذه الدرجة. وهذا المدح لم
يصدر من القُراء وحسب، بل صدر عن نُقاد وأدباء وتناقلته مواقع مشهورة وصحف عربية
مشهورة، يعني بصراحة كانت فضيحة من وجهة نظري! أن يمدح بعض القراء على تويتر
روايةً معينة لأنهم مثلاً استمتعوا بها ولم يهتموا بعيوبها شيء، وأن تُمدح الرواية
على مستوى كُتاب وشعراء وأدباء وصحف معتبرة شيء آخر تماماً وفضيحة!
دعونا
نتحدث عن هذه العيوب قليلاً.
أول
عيب شوش على انتباهي عندما قرأت الرواية هو "صوت الراوي". تبدأ الرواية بصوت مستقل، شخص خارج الرواية يسرد الأحداث. ثم تبدأ شخصية عتيقة
في رواية بعض الأحداث. ثم يصبح صوت الراوي مجهولاً تماماً، على الأقل بالنسبة لي
حين قرأت الرواية لم أعرف من صاحب هذا الصوت. ثم في النهاية تعود عتيقة ومعها علي
لرواية الأحداث في الفصول الأخيرة. الصوت المجهول يمتد على مدى ثلاثة أرباع
الرواية، حين قرأت الرواية قلتُ في نفسي هذا راوٍ مستقل عن أحداث الرواية، فمن
المستحيل أن يكون صوت عتيقة، فمثلاً عتيقة لن تعرف أحداثاً وقعت قبل ولادتها! وإن
قلنا إن أحداً ما روى لها ما حدث، فهنالك أحداث جانبية وقعت لشخصيات دون أن
يعرفها أحد! وإذا كانت عتيقة تسرد الأحداث لعلي، فلماذا ستخبره بأحداث هو نفسه
حضرها؟! أو لماذا ستشرح له بعض العادات والتقاليد الليبية إذا كان هو ليبياً من تلك
الفترة؟! وهنالك أيضاً حديث عن مشاعر وأفكار أشخاص آخرين، وهي أمور من المستحيل أن
يعرفها أحد سواهم! من المستحيل أن تكون عتيقة راوية تلك الأجزاء. وقد ركنت في حيرتي
إلى أن أقول لنفسي: هذا الراوي المستقل الذي ظهر في بداية الرواية، إنه يعود الآن،
وخلاص مش مشكلة. ولكن! نجوى بن شتوان طُرح عليها هذا السؤال بالضبط حول
الالتباس في صوت الراوي في مقابلة مع صحيفة الرياض (بتاريخ 5 أبريل 2017)، وأجابت
بكل بساطة بأنه لا يوجد التباس، هنالك راويان فقط، عتيقة وعلي... هكذا وحسب! لا
يوجد التباس! أحد النقاد علق على ذلك بقوله إن بن شتوان هكذا مزقت 29 فصلاً من
روايتها! لعل في ذلك مبالغة، ولكن الذي لا مبالغة فيه أن هذ عيب كبير جداً في
الرواية.
العيب
الآخر المرتبط نسبياً بصوت راوي الأحداث هو "النقلات الزمنية" في
الرواية. الرواية تدور في ثلاث فترات زمنية: تعود من حاضر الرواية، إلى الماضي،
إلى الماضي الأبعد، ثم تعود للحاضر في النهاية. هذه النقلات غير واضحة أبداً. إنها
لا تنتقل بطريقة ذكية، وإنما بطريقة مفاجئة وحادة، وهذه الطريقة لا تناسب رواية زرايب
العبيد التي "تعيش" في فترة زمنية لمدة ثم تنتقل لفترة أخرى،
النقلات الحادة تناسب روايات الخطوط الزمنية المتقاطعة مثلاً، التي تدور الأحداث
فيها في عدة مراحل زمنية فينتقل الكاتب من مرحلة لأخرى نقلات حادة في كل فصل ولكن
القارئ يدرك شيئاً فشيئاً أن هنالك عدة خطوط زمنية ويعرف مع كل فصل أين هو بالضبط
وفي نهاية الرواية يستطيع أن يرى القصة كلها (من أفضل أمثلة هذا الأسلوب
رواية "المسلخ رقم 5" لــكورت فونيغيت، التي تدور أحداثها
(حسب ذاكرتي السيئة) في حوالي خمسة أو ستة خطوط زمنية مختلفة تقفز الفصول بينها،
إنها بالفعل نموذج رائع على هذا الأسلوب الصعب جداً). ولكن زرايب العبيد
ليست رواية خطوط زمنية متقاطعة، إنها رواية تعود للماضي وحسب، وتفعل ذلك بطريقة
غير متقنة.
المشكلة
الأخرى هي عيب "صوت الشخصية". المنطق يقول إنك إذا كنت تريد أن تروي
رواية على لسان شخصية في الرواية فيجب أن تمنح الشخصية صوتاً يتناسب معها ومع
خلفيتها. لذلك مثلاً نجد أن بعض الروايات المكتوبة بصيغة المتكلم توضح منذ البداية
أن الراوي شخص مثقف مثلاً، ربما هو كاتب، ربما هو قارئ نهم (ربما هو محامٍ مثقف
ومتفلسف مثل بطل رواية "السقوط" لـــألبير كامو الذي يتحدث
في بداية الرواية عن حياته ويكشف تفاصيل تجعل القارئ لا يستغرب أسلوب حديثه)،
الكاتب يوضح للقارئ مبكراً أن هذا الراوي يستطيع أن يتحدث هكذا، بهذه التشبيهات
الجمالية وبهذه التأملات الفلسفية. ولكن من المعيب جداً أن تقول إن الراوي شخصية غير مثقفة من بلاد غير متحضرة ولكنها
مع ذلك تستطيع الحديث بتشبيهات أدبية وتستطيع التفلسف ونقد المجتمع بطريقة شاعرية
(هنالك مشهد في زرايب العبيد فيه زنجية أمية أمضت حياتها كلها في العبودية
تتحدث وتنتقد المجتمع بنظرة فلسفية ومدنية وإنسانية عجيبة! بل إنها تستخدم كلمة
"الإنسانية" نفسها استخدامًا يكاد يكون وفق الاصطلاح الحديث! هل كان أحد في ليبيا يعرف هذا المصطلح بمفهومه
المعاصر في ذلك الوقت؟!).
وأذكر
في هذا السياق من جديد ملاحظة أن الراوي حين يكون من شخصيات الرواية فهو له حدوده
البشرية في معرفة ما يجري حوله. فالراوي لا يستطيع أن يعرف أحداثاً لم يشهدها أحد
سوى من حدثت له! لا يستطيع أن يعرف كلمة همس بها شخص لشخص آخر ليس لديه أي سبب
ليخبر بها أحداً! لا يستطيع أن يعرف مشاعر وأفكار أحد! من الأمثلة التي أذكرها
حالياً (لأني قرأتها منذ فترة قصيرة!) رواية "خالي العزيز نابليون"
للكاتب الإيراني إيرج بزشك زاده، هذه الرواية مكتوبة أيضاً بصيغة المتكلم،
الأحداث يرويها بطل الرواية. المؤلف أتقن استخدام صيغة المتكلم، فالراوي لا يذكر
إلا أحداثاً شهدها بنفسه أو أخبروه بها، بل إن الكاتب يوظف هذا الأسلوب لخدمة
الحبكة نفسها، فالبطل يحاول كثيراً أن يتجسس (وقد يقع في مواقف صعبة وطريفة بسبب
ذلك)، ويحاول أن يستخرج المعلومات من الشخصيات الأخرى، وأحياناً يغيب قليلاً فلا
يعرف ماذا حدث (مثله مثل القارئ). نجوى بن شتوان التزمت قليلاً بمثل هذا الأسلوب
في بداية الرواية، فحين كانت عتيقة تتحدث عن طفولتها كانت بالفعل تتحدث بصوت طفلة
تحكي ما رأته وسمعته وتحكيه كما فهمته، ثم شيئاً فشيئاً تتحول عتيقة من طفلة صغيرة
تتحدث عن العالم كما تراه إلى كائن سماوي يحلق فوق المدينة ويرى كل تصرفات الجميع
ويعرف أفكارهم ومشاعرهم!
الشيء
الآخر، الأقل حدةً من العيوب السابقة، هو عدم الدقة التاريخية. الرواية محصورة في
فقاعة تتجاهل الكثير من حولها، فربما هذا يسمح لها مثلاً بتجاهل التأثير الاجتماعي
الكبير الذي نتج عن الاحتلال الإيطالي وتجاهل حركة المقاومة (هنالك إشارة أو
اثنتين فقط لشحنات بارود). كما أن الرواية تقول إن العبودية انتهت بقرار من سلطات
الاحتلال الإيطالية، وهو أمر غير صحيح من ناحيتين: أولاً السلطات العثمانية كانت
قد أصدرت قراراً بمنع العبودية قبل الإيطاليين بحوالي 50 سنة (لقد فعل العثمانيون
ذلك لغايات دبلوماسية/سياسية بسبب توقعيهم على اتفاقية دولية)، وثانياً لا القرار
العثماني ولا القرار الإيطالي نجحا في إنهاء العبودية، وإنما فقط نجحا في التضييق
على حركة التجارة وفي رفع أسعار المستعبدين! ربما هنالك ملاحظات أخرى، حول معاملة
العبيد، أو حول بنغازي، أو حول الفترات الزمنية للأشعار والأغاني الواردة في
الرواية، وغير ذلك من تفاصيل تاريخية. وإن كنا قد نقول إن الرواية تدور في دائرة
ضيقة، فقاعة كما سبقت الإشارة، فلا داعي لعرض الصورة كاملة، إلا أنه قد لا يكون
هنالك مفر من نقد هذه التفاصيل من طرف المختصين.
قالت بن
شتوان في كل المقابلات أنها اعتمدت على صورة إيطالية قديمة لزرايب العبيد بنت الرواية حولها من الخيال، وهي فكرة تبدو لطيفة من ناحية بناء الخيال، ولكن
الرواية ينقصها البحث التاريخي، ولا داعي هنا للحديث عن الإبداع وحرية المبدع وما
إلى ذلك، فبن شتوان لم تحاول مثلاً أن تكتب رواية "تاريخ بديل"، بل تم
التسويق للرواية منذ البداية على أنها رواية تاريخية (وفي بعض الأحيان تم التسويق
لها بطريقة الفضائح! رواية تكشف جانباً مسكوتاً عنه في تاريخ ليبيا!)، بل إن بن
شتوان ذكرت أنها تقوم باستكشاف خفايا في التاريخ وتقوم بمراجعته وما إلى ذلك،
وبالتالي لا مفر من اعتبارها رواية تاريخية ولا مفر من انتقاد نقصها التاريخي في
التعبير عن حقيقة تلك الفترة، فقد لا يشفع لها أن الرواية تدور في دوائر ضيقة.
يحضرني الآن مثال رواية "الماروني" القصيرة لــأليساندرو
سبينا (الاسم المستعار لباسل شفيق خزام)، والتي تدور أحداثها أيضاً في ثلاث
دوائر ضيقة تقريباً، كانت أكثر دقة تاريخياً في عرض بيئة بنغازي إبان الاحتلال
الإيطالي وأثر الاحتلال والجهاد على المدينة وسكانها – وقد كان أثراً قوياً اخترق
حياة السكان بقوة، ولهذا السبب أرى أن تجاهله غير مبرّر.
هنالك
أمور أخرى أشار لها بعض نُقاد الرواية (النادرين، حفظهم الله!) مثل حشو الرواية بأحداث وشخصيات لا تؤدي أي دور في
الرواية، أو مثل الأخطاء اللغوية (التي لستُ شخصياً في موقع يسمح لي بنقدها!). وكل هذه العيوب
تطرح عدة أسئلة: ألم تنتبه نجوى بن شتوان لها؟ حسناً، هي ذكرت أنها كتبتها بسرعة
في سنة وفي ظروف شخصية صعبة جداً، قد لا يكون هذا عذراً ولكنه على الأقل قد يستوجب
تعاطفاً! ولذلك نسأل ألم ينتبه أصدقاؤها الذين شاركتهم المسودة لهذه العيوب؟ ماذا
عن صديقها الذي قرأ المسودة وقارنها بغابريل غارسيا ماركيز (!!!)، ألم ينتبه هذا
الصديق المثقف لهذه العيوب؟! ودار الساقي، الكبيرة العريقة، ألم ينتبهوا؟ حسناً،
ربما هنالك مجاملات وراء صمت الأصدقاء وأطماع تجارية وراء صمت دار النشر، ولذلك
نسأل القراء الذين أمطروا الرواية مدحاً وقالوا بأنها تستحق كل الجوائز: ألم
تنتبهوا لكل هذه العيوب؟!
أريد
أن أوضح شيئاً هنا (أوضح كثيراً لأنني بالطبع لستُ ناقداً محترفاً ولا شيء، مجرد
قارئ عادي). لستُ من أنصار النقد البنيوي المحض، فلا يمكننا النظر للأعمال الفنية
بطريقة "أكاديمية" جافة تعبر عن معايير صارمة نريد من الجميع الالتزام
بها ونتجاهل مضمون العمل. ولكن مضمون العمل لا يعني أن نتقبل عرضه بطريقة سيئة، فسبب
ذكري للعيوب السابقة هو أنها تؤثر فعلاً على القراءة. إنك تجد نفسك تقاطع قراءتك
كل حين وتتساءل من الراوي الآن؟! أو أين/متى نحن؟! أو تجد نفسك تنفصل عن مشهد معين
وأنت تقول بحنق: من المستحيل أن تتحدث هذه الشخصية هكذا! أو من غير المنطقي أن
يحدث هذا الشيء! أو كيف عرف الراوي هذه الأحداث؟! هذه العيوب تجعل تلقيك للعمل
الفني مزعجاً جداً – رحلتك عبر الرواية ستكون مليئة بالمطبات.
ونحن
لا نتحدث هنا عن رواية فيها أسلوب أدبي تجريبي يفاجئك وقد يزعجك، أو نوع من أنواع
الكتابة العفوية ومدرسة "تيار الوعي" المندفعة وغير المترابطة، نحن نتحدث
عن رواية يبدو أنها تحاول عرض ما فيها عبر بنية سردية عادية، لا يوجد فيها شيء
تجريبي ولا ثوري ولا حداثي ولا عفوي. رواية تانغو الخراب للكاتب الهنغاري لازلو اسم-طويل-لن-أبحث-عنه
كانت روايةً مزعجة إلى أقصى مدى (الله يسامح اللي كان السبب في أن أقرأها!). عنيفة، فوضوية، محمومة، مليئة بالطين والمطر وبرك المياه التي يغطيها بيض الضفادع
الرمادي! ولكن هذا كان مقصوداً! الأسلوب الأدبي الفوضوي المزدحم المحموم أداة
استخدمها الكاتب ببراعة، ومع كل ذلك لم تكن هنالك أي عيوب منطقية في السرد مثلاً،
لم تكن هنالك عيوب تشوش على المرء وتجعله ينفصل عن الرواية متبرماً أو فاقداً
الثقة في الكاتب. هنالك تشويش مقصود في أسلوب الكتابة، نعم، الكاتب يريد أن يخنق
القارئ، ولكنك تدرك أن هذا التمرد الفني ليس إخفاقاً في الأسلوب وإنما اختراقاً
للأسلوب، والنتيجة أنك تُقدِّر هذا الأسلوب وتعترف له بالإبداع والعبقرية. ولكن
حين تكتب بأسلوب معروف (ولا مشكلة في ذلك على فكرة، هذا لا ينتقص ولو ذرة من
الإبداع، والدلائل على ذلك كثيرة، فلننظر مثلاً للأدب الروسي الكلاسيكي الذي مازال
عظيماً إلى اليوم!) حين تكتب بأسلوب لنقل كلاسيكي، أو أسلوب لا يكسر أي قواعد، فإن
إخفاقك في الالتزام بهذا الأسلوب يعتبر فشلاً وعيباً وليس إبداعاً وتجديداً. حين
تحاول مثلاً التشويش على القارئ بتمويه صوت الراوي وخلطه، هذه أداة سردية تستخدمها
ببراعة، ولكن حين تخلط صوت الراوي ولا تعرف كيف تمنح الشخصية صوتاً واقعياً، فهذا
إخفاق وليس إبداعاً. ببساطة حين يمتلئ كتابك بعيوب (من الواضح أنها عيوب وليست
إبداع) لدرجة أن القارئ لا يستطيع متابعة القراءة، فهذا يعني أنك فشلت في تحقيق ما
تريد تحقيقه. وهذا ما حدث مع زرايب العبيد بالنسبة
لي، كانت النتيجة النهائية أن الرواية بالنسبة لي مليئة بالعيوب لدرجة مزعجة،
ولذلك استغربت المدح المبالغ فيه لها.
وبعد
كل هذا النقد البنيوي سأقول شيئين عن المضمون:
أولاً،
الرواية ليست مملة، تعتمد كثيراً على الأحداث السريعة والعاطفية. سأعترف بأن بعض
الأحداث درامية أحياناً لدرجة غير قابلة للتصديق! (إحدى الصديقات علقت قائلة إنها تنفع مسلسل مصري!). هذا قد يشير إلى أن نجوى بن شتوان لديها قدرة جيدة على كتابة
القصص. البعض قد يرون هذا الأمر على أنه شيء سلبي، أعني الاعتماد على الأحداث
السريعة وعلى العاطفة المبالغ بها، ولكن في النهاية هذا الأسلوب يؤدي غايته في جذب
وإمتاع القارئ.
ثانياً،
موضوع الرواية بلا شك موضوع مهم، العنصرية والعبودية والمجتمع المنافق. ولكنني
بصراحة لم أخرج من الرواية بأي شيء. الرواية يروج لها البعض على أنها عن بشاعة
العنصرية، شخصياً شعرت بأنها تتحدث أكثر عن بشاعة العبودية، وهما شيئان مختلفان وإن كانا متلاحمان في أغلب الأحيان.
نقد سوء استغلال الدين يكاد يكون مقحماً وجاء إلى حدٍّ ما مبتذلاً. قصة الحب أيضاً لم تظهر بوضوح بالنسبة لي، وكأنها تضيع وسط ازدحام
الحديث عن المعاملة البشعة للعبيد والمجتمع والدين والفضيحة وإلخ. الرواية مزدحمة
جداً، وأظن أن أحد النقاد كان موفقاً جداً حين قال إن نجوى بن شتوان تحاول أن
تقول كل شيء فلا تنجح في قول أي شيء! بصفة عامة مضمون الرواية، رغم الأهمية الظاهرة
على سطحه، لم يظهر لي على أنه شيء مهم تريد قوله، أو لم تتم معالجة الموضوع بطريقة
توضح أهميته (هنا ربما يمكننا أن نعود لرأي من يقولون إن الأحداث السريعة
والعاطفية المبالغ بها قد تكون أشياء سلبية).
ولكن
هنالك شيء واحد من مضمون الرواية شد انتباهي: تناقض المجتمع.
بكل
بساطة الرواية توضح كيف أن هذا المجتمع متناقضٌ جداً، وهو مرض يعاني منه المجتمع
الليبي منذ القدم! الصادق النيهوم (وأعلم أن كثيرون تلتف عيونهم في محاجرهم تبرماً
من ذكر "المفكر الأوحد"! ولكن الله غالب! مدونتي وأنا حر!) الصادق
النيهوم يعتبر من أبرز من شخصوا مشاكل المجتمع الليبي، وقد تحدث كثيراً عن هذه
المشكلة، مشكلة: "النفاق الاجتماعي الذي ينتهي عادةً بأن يرتكب كل فرد في
المجتمع نفس الرذائل في الخفاء ويطالب بشنق من يرتكبها علناً". الجميع ينامون
مع النساء المستعبدات ولكن لا أحد يتحدث عن ذلك علناً أو يعترف بأولاده منهن، الجميع
يشربون الخمر في بيوتهم ولكن لا أحد يمكنه أن يمشي في الشارع مخموراً، الجميع
يذهبون لبيوت الدعارة والجميع يشتمون المومسات، وإلخ إلخ إلخ. مجتمع متناقض إلى
أعماق أعماق صميمه. وإن جاز لي أن أمارس ما يوصف بأنه "دور القارئ في منح العمل
الأدبي معنى"، فإنني سأقول إن هذا أهم ما في الرواية، ولعل هذا أيضاً يشفع
لبعض النقص التاريخي في الرواية. مثلاً تركيز بن شتوان على هذه الدائرة الضيقة
جداً، وتركيزها فقط على عرض بشاعة التعامل مع المستعبدين وتجاهلها لأشياء مثل حسن
معاملة المستعبدين من قبل البعض أو تجاهلها للجهاد ومقاومة الاحتلال، قد يمكن للمرء أن
يفسره بأنها كانت تريد أن تفضح بشاعة المجتمع المتناقض بعد أن تجرده من كل
دفاعاته، أي بعد أن تنزع منه مثلاً أحد أبرز دروعه: الجهاد ضد الاحتلال الإيطالي،
وكأنها تريد أن تقول دعونا من التاريخ المجيد ولننظر للزاوية المظلمة فقط من
المجتمع ولنعترف بما يختفي فيها من تناقض وانقلاب تام للقيم الأخلاقية التي يتحدث
عنها الجميع ولا يلتزم بها أحد. ربما يمكننا أن نقول ذلك، ولو أنني أشك نسبياً في
أن يكون هذا مقصوداً (الرواية بصراحة لا تبدو وكأنها نتيجة أي تخطيط!)، ولكنه كان
من ضمن ما قرأته في الرواية، أو من ضمن ما جعلني واقع ليبيا أقرأه في الرواية.
وما
هي خلاصة كل هذا الكلام؟ أو بالأحرى كل هذا التقطيع! أعلم أن الاعتذار للكاتبة
نجوى بن شتوان بعد كل هذا النقد لن يحقق شيئاً، وفي النهاية هذا يبقى رأياً شخصياً
لا داعي حقاً للاعتذار عليه. وعلى كل حال، الرواية نالت نصيبها من الشهرة، ونجوى
بن شتوان نالت نصيبها من الشهرة، ولا أظن أن هذه النقد المغمور سوف يؤثر على أي
شيء. إنني أكتب ليس لتقديم شيء جديد، ولكن فقط بصفتي قارئاً يتمنى أن يقرأ أعمالاً
جيدة، وبصراحة المدح الذي نالته زرايب العبيد يوضح بأن هنالك مشكلة في
القراءة! والرواية في حد ذاتها أصلاً توضح أن هنالك مشكلة في دور النشر!
مشكلة
القراءة ربما تتمثل في خلطنا بين العمل الذي يمكن اعتباره بالفعل إبداعاً أدبياً،
وبين العمل العادي الممتع. هنالك عمل فني أدبي، وهنالك رواية مشوقة. قد يجتمع
الاثنان كثيراً، ولكن فقدان العنصر الفني يعني أنه لم يعد لديك إلا أحداث سريعة
وعاطفية تمضي بها وقتك. وهذا ليس شيئاً سيئاً بالضرورة، إنها غاية من غايات الكتب،
ولكن علينا أن نصف الكتاب كما هو: قصة ممتعة، وليست عملاً أدبياً فنياً يستحق كل
الجوائز في تاريخ البشرية! وأظن أنني أستطيع أن أقول بثقة إن "المتعة"
ولو كانت تمنح العمل قيمة، فإنها في النهاية لا تمنحه إلا قيمة سطحية عابرة وليس
قيمة حقيقية تضمن له مكانة دائمة في مصاف الأعمال الفنية الكبرى. أنا لا أذكر
شيئاً من الرواية سوى أحداثها بطريقة ضبابية، لم تترك أي أثر فني أو أدبي أو فلسفي
أو وجداني أو شيء! مجرد متعة بسيطة عابرة... لم أستمتع بها كثيراً بصراحة، لكني لم
أمل كثيراً منها. وأظن أن علينا أن نميز الفرق بين المتعة السطحية وبين الفن.
ومشكلة
القراءة هي بالطبع مشكلة كتابة أيضاً، فكل كاتب من المفترض أنه قارئ، وحين يتصور
الكُتَّاب بسبب ما يقرأونه من كتب تُؤلف وتُنشر وتُمدح أن كل ما عليهم فعله هو
كتابة قصة ممتعة، وربما تضمين بعض النقد الاجتماعي، أو بعض المشاهد الجنسية، أو
ربما الحديث عن أمور تابوهية كالمثلية الجنسية أو النقد الديني وما إلى ذلك، فإن
هذا يعني أن المزيد من الأشخاص سوف يكتبون كتباً لا تهتم بأي تفاصيل فنية وسيتوهمون
أن مجرد سرد القصة وما فيها من أمور مثيرة للجدل يكفي. ربما ذلك يكفي لأن يكون الكتاب
مجرد قصة مثيرة، ولكنه لا يكفي لأن يكون كتاباً يُراد منا أن نعتبره عملاً أدبياً
فنياً منقطع النظير!
أما
مشكلة دور النشر فهي تبدأ من الوقوع في الفخ السابق ذكره: هذه قصة ممتعة نسبياً؟
فيها مواضيع مثيرة للجدل؟ لها موضوع إنساني كما يبدو؟ انشر واكسب! هذه
الخطوة الأولى في المشكلة، ولا يمكن لوم دار نشر على رغبتها في تحقيق أرباح مادية،
ولكن تمكن إدانتها (وليس فقط لومها!) على التسرع في النشر وتجاهل دور المحرر
الأدبي. المحرر الأدبي دوره ليس فقط المراجعة اللغوية (وهو ما افتقرت له الرواية
حسب إحدى المراجعات التي أشارت لعدة أخطاء لغوية)، ولكن المحرر الأدبي دوره التقاط
كل العيوب وتنبيه الكاتب لها، دوره تشجيع الكاتب على إعطاء أفضل ما عنده، دوره
ضمان نشر أفضل نسخة ممكنة من الكتاب؛ فالمحرر الأدبي يحترم الكاتب بدعمه، ويحترم
القارئ بمنحه كتاباً جيداً، ويحترم دار النشر بجعلها تصدر كتاباً جيداً – دور
النشر التي تتسرع بالنشر لا تحترم لا الكاتب الذي تفضحه ولا القارئ الذي تعطيه
كتاباً سيئاً، تحترم فقط الفلوس!
وهنا
أظن أننا نحتاج للحديث عن المحرر الأدبي، ذلك الكائن الخرافي الذي يبدو أننا لا
نعرفه في العالم الناطق بالعربية، ولكنه في الحقيقة موجود!
يعتبر ماكسويل
بيركنز من أشهر المحررين الأدبيين في
أمريكا، فهو مثلاً مسؤول عن تشجيع ودعم موهبة إرنست هيمنغواي ومساعدته على
نشر بعض أشهر رواياته (مثل الشمس تشرق أيضاً، ووداعاً للسلاح)،
بالإضافة إلى ذلك فإن بيركنز يرتبط اسمه كثيراً برواية "غاتسبي
العظيم" لــــإف سكوت فيتزجيرالد. رواية غاتسبي هذه
يعتبرها البعض أعظم رواية أمريكية، وتُدرَّس في مدارسهم، وأنتجت منها أفلام
ومسرحيات. فما سبب
ارتباط بيركنز بهذه الرواية العظيمة؟ السبب أن فيتزجيرالد حين تقدم بمسودة الرواية انتقدها بيركنز وأعطى فيتزجيرالد الكثير من الملاحظات حولها وطلب منه العودة
بعد مراجعتها. راجع فيتزجيرالد الرواية واستمع لنصائح بيركنز، ونُشرت
الرواية، وها هي اليوم تعتبر من أعظم الروايات في تاريخ أمريكا واللغة الإنجليزية!
بلا شك موهبة وعبقرية فيتزجيرالد هي السبب الأساسي، وفي النهاية بيركنز لم يكتب
الرواية، ولكن دوره كمحرر أدبي كان أن يتعرف على عبقرية فيتزجيرالد وأن يبلورها.
وممن يعجبني كلامهم عن دور المحرر الأدبي (وإن لم يخلُ من عاطفية، ولكن هذه من سمات كتابته!) جون ستاينبك
الكاتب الأمريكي المشهور، الذي كانت تربطه علاقة قوية جداً بمحرره الأدبي باسكال
كوفيتشي. بعد وفاة كوفيتشي رثاه ستاينبك قائلاً: "لا أحد سوى الكاتب يمكنه أن يفهم
كيف يكون المحرر العظيم أباً، وأماً، ومعلماً، وشيطاناً شخصياً وإلهاً شخصياً...
لقرابة 40 عاماً كان بات [يقصد باسكال] شريكي في الجريمة وضميري. لقد تطلب مني
أكثر مما كان لدي فجعلني أكون أكثر مما كنت سأكونه دونه".
ستاينبك الكاتب العظيم يكاد يجعل محرره شريكاً في تأليف كتبه! وهذا هو دور المحرر
الأدبي. هو ليس دور مدقق لغوي، وليس حتى دوراً رقابياً، هو دور أدبي يبحث عن
الإمكانيات ويحاول تطوريها أو صقلها أو حتى الحفاظ عليها كما هي، وهو ما نفتقر له
بشدة في عالمنا الناطق بالعربية.
هل
يمكننا أن نتخيل كيف كانت زرايب العبيد ستكون لو حظيت نجوى بن شتوان بدعم
من محرر أدبي من هذا النوع؟ بلا شك كانت ستظهر بصورة أفضل مما هي عليه اليوم،
ولعلها كانت ستستحق كل المدح الذي يغمرها الآن، عوضاً عن أن يكون مدحها مجرد
استمتاع عابر أو مجاملة مُحرَجة أو تسويقاً تجارياً محضاً.
أظن
أن كل ما كتبته (وهو كثير! فشكراً على صبرك أيها القارئ الوهمي العزيز إن وصلت إلى
هذه النقطة! وإن لم تصل إلى هذه النقطة.. يعني أوكي، باي...) بالعودة إلى ما كنت
أقوله، كل ما كتبته يعبر أساساً عن رغبة قارئ في قراءة أعمال جيدة، فقط. وهذا هو
السبب في مواجهة كل المدح الفائض الذي يصدر عن بعض القراء وحتى بعض النقاد
والمواقع الأدبية والصحف المعتبرة (صحف كبيرة! يعني الحياة والشرق الأوسط!)،
فهنالك خلط بين النقد الأدبي الحقيقي الذي يُقيم العمل فعلاً وبين المجاملة التي تُدلع
الكاتب أو التسويق الذي يروج للكتاب، وهنالك أيضاً خلط بين العمل الأدبي الفني
وبين العمل الأدبي العادي الذي يهدف للإمتاع أو الصدمة، وهنالك بلا شك تحيز مخجل
جداً (فضحوتنا يا جماعة...) تحيز بسبب الجنسية ورغبة في أن تُمثل البلاد في
جائزةٍ ما مهما كان مستوى العمل المترشح! ركز معي أيها القارئ الوهمي في عبارة
"مهما كان مستوى العمل المترشح"، ركزت؟ بالضبط! يعني شيء مخجل
فعلاً، ادعم ابن بلدك ولو لم يكن يستحق! كل هذا هو ما يجعل المرء يصر أحياناً على
المطالبة بالارتقاء قليلاً بتقييمنا للأعمال الأدبية والرغبة في أعمال جيدة فعلاً،
أعمال لا داعي لأن تلتزم بأي معيار فني أو أكاديمي أو غيره، فقط أعمال تُحسن
التعبير عن فكرة الكاتب دون تشويش بالعيوب وتسعى لعرض عمله الفني في أفضل صورة
ممكنة.
أريد
أن أتلقى العمل الفني كما هو، دون أن أفرض شيئاً على الكاتب، لكن على الأقل يجدر
بالكاتب أن يحاول قليلاً أن يُقدم شيئاً جيداً، وهذا حسبما أرى ليس طلباً ظالماً أو
مستحيلاً، بل هو احترام الكاتب لنفسه قبل حتى أن يكون احتراماً للقارئ، احترام
الكاتب لموهبته وقدراته ونتاجه وإبداعه وأعماله وكل شيء آخر منسوب له. وفي هذا
السياق، فإن المسؤولية تقع على الكاتب، وعلى أصدقاء الكاتب (الصراحة راحة يا
جماعة)، وعلى دور النشر (وظفوا الكثيــــــــــــــر من المحررين الأدبيين،
أرجوكم!)، وعلى النقاد والأدباء في الساحة الأدبية والصحفية الذين يجدر بهم أن
يخجلوا قليلاً من المجاملة أو الدعاية (أو على الأقل أرجو أن يكونوا يتقاضون
مقابلاً جيداً على هذه الدعاية!)، وأخيراً المسؤولية تقع على عاتق القراء أيضاً...
وسأمارس مسؤوليتي كقارئ الآن: هل ندمت على قراءة الكتاب؟ نسبياً نعم، ونسبياً لا،
لم أندم لأني الآن أستطيع الحديث عن الكتاب والمشاركة في هذا الحوار (ولو كان
حواراً مع صديقين أو ثلاثة وقارئ وهمي لمدونة مجهولة!)، واستطعت أيضاً أن أنتبه
لهذه العيوب وأفكر فيها وأصقل أفكاري حول هذه الأمور (شكراً نجوى بن شتوان!). هل
أوصي بالكتاب؟ لا. لا داعي لأن يقرأه أحد. هل أُهدي
الكتاب؟ كلا. لن أهدي الكتاب لأحد. وباقي مسؤوليتي بصفتي قارئاً مطروحة على مدى
هذه الصفحات السبعمائة! يا إلهي كم أكتب كثيراً! لكن بصراحة ضايقني كل هذا المدح
المبالغ فيه للرواية. ولا أعلم، هذا كل ما هنالك.
لا
توجد وسيلة أنهي بها هذا الكلام الفارغ. إلى اللقاء؟ إلى اللقاء.
19 مايو 2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق